إذا كان مستوردا من بلد غير إسلامي، أو لم يحصل الاطمئنان بأنه ذبح على الطريقة الإسلامية، فأطفالنا أمانة في أعناقنا والغذاء الحلال يفتح لهم الطريق نحو السعادة والتوفيق، بعكس الطعام الحرام فانه يفتح لهم أبواب الشقاء والانحراف).

خالد: (بقي هنالك نقطة مهمة يجب التنبيه عليها وهي ان اللقمة الحرام لا يقتصر تأثيرها على الصغار فقط، بل يعم شرها الكبار أيضا، فقد ورد في الروايات الشريفة ان أكل الحرام له تأثيرات مادية ومعنوية، وهو من موانع قبول العمل[118]، وهو أيضا من موانع قبول الدعاء واستجابته[119]، بل ان لقمة الحرام تؤدي بآكلها إلى الوقوف بوجه الأنبياء وقتل الأوصياء، فقتلة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي , كانوا ممن ملئت بطونهم من أكل الحرام، وقد صرح الإمام الحسين * بهذه الحقيقة في إحدى خطبه يوم عاشوراء[120]).

[118] روى ابن فهد الحلي 2 في كتابه (عدة الداعي ونجاح الساعي ص139 ــ 141) (Sوقال ـ الصادق ـ : ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعاR ... Sوقال صلى الله عليه وآله: ان لله ملكا ينادى على بيت المقدس كل ليلة من أكل حراما لم يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ـ والصرف: النافلة والعدل: الفريضة ـ ... وعنه عليه السلام العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل، وقيل: على الماءR.

[119] روى الحسن بن محمد الديلمي في كتابه (إرشاد القلوب ج1 ص70) (وقال ـ النبي الأعظم ـ عليه السلام: إن أحدكم ليرفع يديه إلى السماء فيقول يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام فأي دعاء يستجاب لهذا وأي عمل يقبل منه وهو ينفق من غير حل إن حج حج حراما وإن تصدق تصدق بحرام وإن تزوج تزوج بحرام وإن صام أفطر على حرام فيا ويحه ما علم أن الله طيب لا يقبل إلا الطيب وقد قال في كتابه Sإِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَR).

[120] روى الشيخ المجلسي في بحار الأنوار ج45 ص8: (...وأحاطوا بالحسين من كل جانب حتى جعلوه في مثل الحلقة، فخرج عليه السلام حتى أتى الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتى قال لهم: ويلكم ما عليكم أن تنصتوا إلي فتسمعوا قولي، وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد، فمن أطاعني كان من المرشدين، ومن عصاني كان من المهلكين، وكلكم عاص لأمري غير مستمع قولي فقد ملئت بطونكم من الحرام، وطبع على قلوبكم، ويلكم ألا تنصتون؟ ألا تسمعون؟...)