ثانياً: هجوم زهير بن القين في عشرة من أصحابه على شمر بن ذي الجوشن وجنده ودحرهم من المخيم

إلاّ أن هذه المحاولة اليائسة والانفعالية لم تمر دون تلقيه للعقاب والإذلال وهو القائد على جانب الميسرة، فقد حمل عليه زهير بن القين في عشرة من أصحابه فشد على شمر بن ذي الجوشن وأصحابه فكشفهم عن البيوت حتى ارتفعوا عنها[202].

ويدل لفظ الرواية: (فكشفهم عن البيوت) عن كثرتهم حتى أحاطوا بالمخيم، إلاّ أن هذه الكثرة لم تستطع أن تقاوم هذه القلة من أصحاب الحسين عليه السلام، وهم عشرة من الرجال بقيادة زهير بن القين قائد الميسرة حتى ارتفعوا عنها، لتضيف بذلك فشلاً آخر للعدو، وهزيمة أخرى.

المسألة التاسعة: حلول الزوال وتغيير نظام القتال إلى المبارزة الفردية والثنائية (إستراتيجية الردع المقدس)

تمضي الساعات على بدء المعركة وجيش السلطة الأموية لم يستطع أن يحرز تقدماً عسكرياً يذكر، فضلاً عن الخسائر الكبيرة والفشل المتكرر حتى حان وقت زوال الشمس وقرب وقت صلاة الظهر.

وفي هذه المرحلة يدعو الإمام الحسين عليه السلام إلى وقف القتال وأن يكف عنه جيش عمر بن سعد كي يؤدي فريضة الظهر، فقال لأصحابه:

«سلوهم أن يكفوا عنا حتى نصلي».

[202] المصدر نفسه.