وعليكم الصلوات ما ***   *** نجحت بذكركمْ المطالب[184]

فالشاعر في هذه القطعة الشعرية يطلب من الإمام الظهور؛ لأن الناس ليس لها منقذ غيره، وهو الذي سوف يصلح أمر هذه الأمة ثم يختمها بالصلوات ونجاح المطالب وتحقيق الاماني والفوز بالنجاة.

ومما نلاحظه أيضاً في خواتيم القصائد الاستنهاضية، أن الشعراء جعلوا من شعرهم (في رثاء أهل البيت ومدحهم) هدية يقدمونها لهم كي ينالوا الشفاعة والأجر والمثوبة، "وهذا النهج نجده عند الشريف الرضي في طفياته التي رثى بها الإمام الحسين (عليه السلام)، والشريف الرضي هو زعيم لمدرسة الشعراء الشيعة ولا عجب ان يتبعه الشعراء من المتأخرين"[185] فضلاً عن ان "أهل البيت كانوا يشجعون الشعراء على النظم في هذا الغرض، ووعدوا من قال فيهم بيتاً من الشعر بيتاً في الجنة"[186].

ثانياً: القصائد الاستنهاضية الخالية من المقدمات

هي نوع من البناء الشعري للقصيدة؛ اذ يتجرد فيه الشاعر من ضابط المقدمة وملمح التخلص، ليواجه موضوعه من غير تقديم ولا توطئة سابقة، "ومن الشعراء من لا يجعل لكلامه بسطاً من النسيب بل يهجم على ما يريده مكافحة ويتناوله مصافحة..."[187].

[184] ديوان مال الله: 78-84.

[185] الطفيات المقولة والإجراء: 116.

[186] م.ن: 116.

[187] العمدة: 1/372.