الشعور الذي طغى عليه. ولعل من الملاحظ تأثر الشعراء بقصائد الشريف الرضي ولاسيما (الحجازيات) منها حيث كان غزله عذرياً خالياً من اللهو والفجور وحب الهوى، وبما أن هذا الشاعر يعد ركناً أساسيّاً من أركان مدرسة الشيعة في الشعر، فلا نستغرب تأثرهم فيه ومجاراتهم له.

3. مقدمة الحكمة

وهي من المقدمات التقليدية في الشعر العربي، والحكمة هي ان تضع الأمور في مواضعها الصحيحة ومقدمة الشاعر الحكمية هي تصور الشاعر الخاص للأشياء وموقفه من الحياة، إذ يجعل نفسه داعياً ومرشداً وذا تأثيرٍ في المتلقين ولاسيما إذا كانت أداته ذات سحر بياني، والحكمة في الشعر "هي أن يضمّن الشاعر الحكيم في شعره آراءه الصريحة المنطقية ونظراته الثاقبة السليمة للأمور دون اللجوء الى الانفعالات والتخيلات"[154]

ومن المقدمات الحكمية التي وردت في قصائد الاستنهاض بالإمام الحجّة / قول الشاعر محمد مهدي بحر العلوم: (من الكامل)

فهنا الشاعر يبين مدى ضرورة العلم وفائدته في معرفة الأمور والاستيقان

[154] عاصي، (د. ميشال): الفن والأدب – بحث جمالي في الانواع والمدارس الادبية والفنية منشورات المكتب التجاري للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، ط2، 1970م: 116.

[155] ديوان بحر العلوم: 61.