وهيج
من أشواقنا كلَّ كامنٍ
***
***
وأجج
في أحشائنا لاعج النار
ثم ينتقل بقصيدته فيذكر ما أصابه الزمان من خطوبٍ ومن تقلبات
يشيب لها الناس ويحتار فيها كل ذي لب إذ قال:
ومعضلة
دهماء لا يهتدي لها
***
***
طريق
ولا يهدي إلى ضوئها الساري
تشيب
النواحي دون حلّ رموزها
***
***
ويحجم
عن أغوارها كل مغوار
أجلت
جياد الفكر في حلباتها
***
***
ووجهت
تلقاها صوائب أنظاري
حتى يصل بقصيدته إلى أبيات الاستنهاض
فيستنهضه ويطلب منه إغاثة الإيمان وإنقاذ كتاب الله من تحريف الظلمة وجور السلاطين
ويطلب منه إنعاش قلوب المؤمنين المنتظرين رؤيته وإحقاق دولة الحق والانتقام من كل
الظالمين إذ قال:
أغث
حوزة الإيمان واعمر ربوعه
***
***
فلم
يبق منها غير دارس آثار
وأنقذ
كتاب الله من يد عصبة
***
***
عصوا
وتمادوا في عتوٍّ وإصرار
وعجل
فداك العالمون بأسرهم
***
***
وبادر
على اسم الله من غير إنظار[104]
وقد أصبح في هذه الحقبة «استنهاض الإمام الحجّة من المقاصد
التي يتوخاها الشاعر الشيعي حيثما يرثي الإمام الحسين عليه السلام بوجه خاص أو
يذكر أئمة أهل البيت ومصائبهم بوجه عام ثم بدأ يستقل غرضاً قائماً بذاته أي تشكلت
(قصيدة الاستنهاض) بمفاصلها البنائية»[105].