وأما الإمام الحجّة في الفكر الإسلامي

فهو من الأمور الحتمية التي تلقى أنباءها المسلمون من عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعهد الصحابة، إلى عهد التابعين وعهد العلماء ومن بعدهم، وهي قضية الإمام الحجّة المنتظر / ولكثرة ما كان النبي يخبر عن الإمام الحجّة فقد جمع الصحابة والعلماء مئات الأحاديث عنه في هذا الأمر «حتى أصبح عندنا أكثر من سبعين من الصحابة تروى عنهم روايات في الإمام الحجّة / وهذا ما يسمى (بالرواية المتواترة) باعتبار أنه توجد روايات آحاد، وهي عبارة عن رواية أو خبر أو حديث أو قول أو فعل ينقله شخص واحد أو شخصان عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»[38].

وقد اختلفت المذاهب الإسلامية في الإمام الحجّة / أيضاً من حيث «شخصه وتسميته وطول عمره فذهب كل مذهب إلى ما يعتقد به»[39].

---

[38] الطوسي، (محمد بن الحسن460هـ): الغيبة، تحقيق عباد الله الطهراني والشيخ علي احمد ناصح، مؤسسة المعارف الإسلامية، قم المقدسة، ط 1، 1411هـ: 187، الصدوق، (أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين ابن بابويه القمي ت381هـ): كمال الدين وإتمام النعمة، دار الفجر، بيروت، ط1، 2009م: 2/324.

[39] ابن خلدون، (عبد الرحمن ت 808هـ): تاريخ ابن خلدون، تحقيق د. سهيل زكار، دار الفكر، بيروت، ط2, 1988م: 1/311، المصلح العالمي: 53.