فلو تحرينا عن هذه الفكرة في الديانة اليهودية لوجدنا «أن الثابت عند اليهود هو الإيمان بوجود المصلح وكما هو مدون لديهم في التوراة والمصادر الدينية المعتبرة عندهم وقد فصل الحديث عن هذه العقيدة عند اليهود كثير من الباحثين في العالم العربي»[30].

وبغض النظر عن مناقشة صحة ما ورد من تفصيلات في هذه العقيدة عند اليهود إلا أن المقدار الثابت هو أنها فكرة متأصلة في تراثهم الديني وبقوة بالغة مكنت اليهودية - من خلال تحريف تفاصيلها ومصاديقها- أن تقيم على أساسها تحركاً استراتيجياً طويل المدى وطويل النفس «استقطبت له الطاقات اليهودية المتباينة الأفكار والاتجاهات ونجحت من تجميع جهودها وتحريكها باتجاه تحقيق ما صَورهُ قادة اليهودية لأتباعهم لأنه مصداق التمهيد لظهور المنقذ الموعود»[31].

كما آمن النصارى بأصل هذه الفكرة استناداً إلى مجموعة من الآيات والبشارات الموجودة في الإنجيل والتوراة «ويصرح علماء الإنجيل بالإيمان بحتمية عودة عيسى عليه السلام في آخر الزمان ليقود البشرية في ثورة عالمية كبرى يعم بعدها الأمن والسلام كل الأرض»[32]

[30] ينظر كتاب جورج رذرفورد (ملايين من الذين هم أحياء اليوم لن يموتوا أبدا)، والسيناتور الأمريكي بول فترلي في كتابه (من يجرؤ على الكلام)، واغريس هالسل في كتابها (النبوة والسياسة).

[31] المهدي في الأديان: 10، ينظر الحسيني، (السيد نذير): المصلح العالمي، مؤسسة صدر الخلائق، النجف الاشرف: 20.

[32] م.ن: 11.