فالشاعر عبر عن أحزانه وشجونه وما يقاسيه ويعانيه من جور الزمان مستغلاً
صوت النون المجهور الذي فرغ فيه كل ما يشعر به.
أما صوت الدال الصامت لا الصائت،[540]
فإنه اندفاع الهواء من الرئة مما يسد عارض سريانه عن النطق به، وقد استعمله
الشعراء في أشعار الاستنهاض لكشف ان الظلمة يسمعون النداءات ولايصغون لها رغم
التحذير المتكرر ولكنهم يستمرون في ظلمهم وغيهم للعباد ومنه قول الشاعر عبد الحسين
شكر: (من البسيط)
قل
للألى قد نما غرس الضلال بهم
***
***
ومذ
تولى يزيد زرعهم حصدا
يا
عصبة الغي مهلاً خابَ سعيكمُ
***
***
أين
المعز اذا بدر الرشاد بدا
أين
المفر وسيف الله إثركمُ
***
***
أحاط
علماً وأحصى جمعكم عددا[541]
فهنا الشاعر وظف صوت (الدال) مع الالف الممدودة للتعبير عن النداءات الموجهة للظلمة
الذين لا يستمعون الى صوت الحق ولايصغون اليه نتيجة ابتعادهم عن الإيمان، وقد
استعمل القرآن الكريم هذه الدلالة في بعض الآيات ومنها (ولا أنتمُ عَابدُونَ ما
أعبدُ)[542].