لقد وظف الشاعر في أبياته صفة الميم مع الف الإطلاق للتعبير عن استنهاض الإمام الحجَّة / حيث اكتسبت أبياته صفة الجهورية والغنة الواضحة مع نغمة الالف المطلقة إذ بهذا التنوع الصوتي استطاع الشاعر ان يوصل رسالته الى المتلقي بشكل واضح صافٍ ذي نمط ايقاعيّ مستقل.

وكذلك قول الشاعر حيدر الحلي: (من البسيط)

لقد وظف الشاعر في أبياته الاستنهاضية حرفاً مدعوماً بصوت الضم القوي والمؤثر للتعبيرعن ما يدور من احاسيس لديه مثيراً بذلك الإمام الحجَّة / للنهوض لقيادة دولة الحق الالهي.

أما صوت الباء فإنه صوت جهوري فضلا عما يمتلكه هذا الصوت من دلالة من حيث المعنى؛ إذ إنه "يدل على بلوغ المعنى في الشيء بلوغاً تاماً"[531] وقد استعمله الشعراء في قصائد الاستنهاض لإظهار ما يعتريهم من حزن وآهات وآلام "فلم يجدوا لذلك سبيلاً غير الصوت الذي يحبس معه الهواء انحباساً تاماً يتلاءم مع انحباسات صدره على من فقد"[532] ويستنهض الإمام لطلب الثأر من الأعداء

[530] ديوان الحلي حيدر: 1/114.

[531] عبد الله، (محمد فريد): الصوت اللغوي ودلالته في القرآن الكريم، دار ومكتبه الهلال، بيروت، ط1، 2008م: 129 (هلال، (د. عبد الغفار حامد): اصوات اللغة العربية، مكتبة وهبة، القاهرة، ط2، 1996م ) 126.

[532] شعر رثاء الامام الحسين في العراق للفترة (1100-1350)هـ دراسة فنية: 140.