وجرَّعت السبطين بعد أبيهما ***   *** كوؤس شجا أفصحن عن كامن النصب

إلى أن أذاقت عمك الحسن الردى ***   *** بخدع سقاه ناقع السمِّ في الشرب

وجاشت لتأبى دفنه عند جدّه ***   *** تثير على أشياعه وهج الحرب

وأظمت على الماء الحسين وأوردت ***   *** دماء وريديه سيوف بني حرب

وغصّت إلى قرب النواويس كربلا ***   *** بأشلاء قتلاكم موسدة الترب

فكم قطعت منها النسور وصائلاً ***   *** ملأن بها أكراش أجوفة سغب[210]

فهنا الشاعر يذكّر الإمام الحجّة / بما جرى على جده وأمه الزهراء وأهل بيته من ظلم وعدوان وسلب حقهم الذي فرضه الله لهم.

وما فعله المنافقون والظلمة لأجل مصالحهم الشخصية أو إمارة يحضون بها، ثم يستنهضه لإعادة الحق إلى مجراه الصحيح والانتقام من هؤلاء الظلمة والمنافقين. ومنه أيضاً قول الشاعر جعفر الحلي إذ يقول: (من الكامل)

حيث خص الشاعر هنا مسؤولية أخذ الثأر من الأعداء، بالإمام الحجّة / وأنه وليُّ كل من قتلَ ظلماً وعدوانا وبالخصوص أهل البيت عليهم السلام لأن الظلمة لم تراعِ فيهم حرمة أو سنة.

[210] ديوان الأعسم: 53-54.

[211] الحلي، (السيد جعفر): سحر بابل وسجع البلابل ديوانه، ط2، تحقيق الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء دار الاضواء، بيروت، 1408هـ ـ 1988م: 255-259.