وصورة
العاتبة لم تنفك تبارح خيال الشاعر فنراه يصفها بقوله[293]:
تعاتبهم وهي العليمة أنهــم
***
***
بريئون مما يقتضي قول عاتبِ
وهنا يبرء
الشاعر الحسين عليه السلام وإخوته من عدم إغاثتها فضلاً عن علمها بذلك، ثمَّ يقول:
ومذهولة في الخطب حتى عن البكـا
***
***
فتدعو بطرف جامد الدمع ناضبِ
فهو يصورها
بالمذهولة التي جمد دمعها لهول المصاب وهي تخاطب عشائر مفقوديها ليقوموا بنجدتهم
ويخلصوهم من هذا الوضع وهم من هم في الشجاعة والنجدة في النوائب ثم تعذرهم فتسلم
إلى البكاء والشجن:
عذرتكم لم أتهمكم بجفوة
***
***
ولا ساورتكم غفلة في النوائـب
شكت وارعوت إذ لم تجد من يجيبها
***
***
وما في الحشى ما في الحشى غير ذاهب
ونلحظ
الشاعر قد عمد إلى التكرار في عجز البيت الثاني مما أضفى دفعاً حزيناً وثقلاً
عتيداً على هذا المصاب الذي لم ولن يبارح القلب والحشا، وهذه الصورة تتكرر عند
الشاعر ولكن بتفاصيل أخرى هدفها إبراز الحزن والأسى الذي أصاب العقيلة فنراه يقول[294]:
وزينب تدعو والشجى ملء صدرها
***
***
بمن ملأت صدر الفضاء نوالها
ثمَّ تخاطب
أخوتها خطاباً مراً ملؤه العتب والتحسر:
أيا إخوتي لا أبعد الله منكم
***
***
وجوهاً تود الشهب تمسي مثالها