responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 121

فيمثل الشاعر زينب عليها السلام بالعاتبة على أخيها الحسين عليه السلام وهو لا يقوم بنصرتها ويخلصها من أيدي الأعداء، وأي عتب تعتبه على من صار نهباً لسيوف أعدائه ورماحهم وقد توزعت أشلاؤه، إنه عتب لا يجدي ولكنه عتب أليم وتذكره زينب وتذكر معه صفاته الرجولية كسرعة الإجابة ونجدة المستغيث أو تذكره بأنها كانت في الحرم المنيع مصانة مخدرة ولكنها الآن أصبحت بوضع آخر بعده، فيقول[292]:

وتقول عاتبة عليه وما عسى ***   *** يجدي عتـــاب موزع الأشلاءِ

قد كنت للبعداء أقرب منجــد ***   *** واليوم أبعدهم عن القرباء

أدعوك من كثب فلم أجد الدعـا ***   *** إلا كما ناديت للمتنائي

قد كنت في الحرم المنيع خبيئة ***   *** واليوم نقع اليعملات خبائـي

لقد استعمل الشاعر المقارنة بين حالين كان عليهما الحسين عليه السلام مع أخته زينب، فقد كان أقرب منجد للقرباء والبعداء، وصار اليوم بعيداً عنها وهي القريبة منه، بل أقرب القرباء وإنها لتدعوه إلى نجدتها ولكنه ذهب ونأى بعيداً عنها فأصبحت بحالة جديدة من بعده بعد أن كانت بمعيته في الحرم المنيع مصانة محفوظة لا يطلع عليها الغرباء، ثمَّ تأتي صيحتها الأليمة:

أسبى ومثلك من يحوط سرادقي ***   *** هذا لعمري أعظم البرحاء

ماذا أقول إذا التقيت بشامت ***   *** إني سبيت وإخوتي بازائي

وتسلم زينب عليها السلام إلى الأمر الواقع وحكم الحمام لما هم عليه إخواتها من بلاء:

حكم الحمام عليكم أن تعرضـوا ***   *** عني وإن طرق الهوان فنائــي

ولكنها تتعجي وتنكر على إخوتها أن تهون عليهم وهي تسير إلى أعدائهم من الطلقاء:


[292] ديوان الشيخ صالح الكواز الحلي: 18.

نام کتاب : الطفيات نویسنده : المصلاوي، علي كاظم    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست