responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 98

ولعله لهذا السبب لم يذكر التاريخ أنّ رجالات الأمويين وقفوا في وجوههم أو اتخذوا موقفاً حدياً تجاههم.

2 ـ المطالبون بالإصلاحات وهم على قسمين:

أ ـ المطالبون بالإصلاحات الجزئية بالقدر الذي يرفع الحيف والظلم الذي أوقعه بهم الولاة وهم القطاع العام من المصريين والبصريين والكوفيين. وكانت يتعرضون دائماً لتهديد السلطة ووعيدها ومختلف ألوان العقوبات. مما دفعهم بعد ذلك إلى حصر عثمـان وقتله نتيجة لتلاعب مروان بن الحكم وهو الشخص الثاني في بلاط عثمان بن عفان بمصيرهم وسعيه للقضاء عليهم.

ب ـ الذين كانوا يسعون إلى إحداث إصلاح جذري في البلاد عن طريق الدعوة والعمل على تنصيب حكومة صالحة يقودها المعصوم عليه السـلام لأنهم أدركوا أنّ صلاح أحوال الأمة في شؤون دينها ودنياها يعتمد بدرجة كبيرة على الإمام الذي تتبعه الأمة، وهؤلاء هم شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وعلى رأسهم أبو ذر والمقداد وعمار ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن أبي حذيفة ومالك الأشتر وعبد الله بن مسعود وقيس بن سعد بن عبادة وعثمان بن حنيف وأخيه سهل وحجر بن عدي وعدي بن حاتم الطائي رضوان الله عليهم.

كانت مواجهة عثمان الشديدة موجهة للشيعة لأنه يعدّهم أهم الأخطار التي تواجه ملكه ومستقبل العائلة الأموية، إذ ليسوا هم من الفئة ذات الأطماع والمصالح التي يمكن إسكاتها بالأموال والهبات والتلويح بالعصا، وليسوا من الفئة ذات المنظار الشخصي في طلب الإصلاحات كي يستطيع إسكاتهم بالإيذاء أو تغيير الولاة، بل هم أصحاب مبادئ وعقيدة يستمدون قوتهم وصلابتهم من القرآن الكريم والسنة المطهرة وحكمة زعيمهم وزهده وورعه وتقواه وعلمه.

نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست