responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 86

لم تمض الأيام طويلاً حتى اغتيل عمر في مؤامرة دبرها الطامعون ولعل الذي دعاهم للاسراع ما لا حظوه من قوة النشـاط الشيعي، وخوفهم من تمكن الشيعة من الوصول إلى غاياتهم، ذلك لأنهم يعدّون موقف عمر غير كفيل على الأمد البعيد في ضمان مصالحهم ولعل الدور الأموي في المؤامرة كان كبيراً، ونشاط عثمان الداعي إلى تسليط بني أمية وتحويل الخلافة إلى حكم عائلي وراثي يؤيد ذلك، كما إنه ليس من البعيد اشتراك المغيرة بن شعبة في هذه المؤامرة، فالغلام الذي اغتال عمر كان غلامه، وما يدعيه القوم في كون السبب الذي دعا أبو لؤلؤة لاغتيال عمر عدم إنصاف الأخير للغلام من جشع المغيرة مدعاة للضحك فالأولى للغلام فـي مثل هذه الحالة الهرب من مولاه أو قتل مولاه لا قتل الخليفة الذي لم يأخذ منه شيئاً، ولا يبعد اطلاع كعب الأحبار على المؤامرة ومحاولته صرف أنظار الخليفة عن البحث وراء السبب الحقيقي لاغتياله بدعوى أنه يرى أنّ التوراة تدل على شهادة عمر !!![26]

وما إن اصيب عمر وأيقن بالموت حتى وضع الخطة التي أمضى في رسمها وقتاً طويلاً موضع التنفيذ، فهو لضمان موقف عائشة وبني تيم وآل العوام أشرك طلحة والزبير في الشورى ولإسكات بني هاشم والأنصار والشيعة أشرك أمير المؤمنين عليه السلام فيها. وللوصول إلى غايته الحقيقية من الشورى أشرك عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص الزهريين وعثمان بن عفان الأموي.

إنّ اختيار هذه الشخصيات دليل على حنكة عمر السياسية، فعائشة لو لم يكن ابن عمها وزوج أختها شريكين في الشورى لعملت ما في وسعها لإفشال المخطط الذي رسمته السلطة، وعمر يدرك تأثير عائشة السياسي فلم يغب عن فكره دورها الكبير في مدّة الصراع على الخلافة بعد إبان وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واختيار شخصيتين من بني


[26] ـ نسخة وكيع- وكيع بن الجراح ص 96، أضواء على السنة المحمدية ص 153، تاريخ مدينة دمشق ج 44 ص 403.

نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست