بعد تولي أبي بكر الحكم واسـتتباب الأمر له، بعث الجيوش إلى الشـام والعراق في محاولة منه لتوسيع رقعة الدولة، وكانت الغزوات ناجحة بسبب القوة البشرية والقتالية الجيدة والنظام العسكري الممتاز الذي أضافه النظام الإسلامي إلى حياة العرب الذين كانوا يتمتعون بصفات قتالية وبسالة عاليتيتن في الوقت الذي كانت الإمبراطوريتان الرومية والفارسية تعيشان حالة متدهورة بسبب الصراعات الداخلية والحروب الخارجية.

لم ترغب القوى العاملة في الخفاء ببقاء أبي بكر لمدّة طويلة في الحكم فقرروا القضاء عليه، وليس من البعيد قيامهم بعدة محاولات لتحقيق هذه الغاية.

كان أبو بكر يتوقع محاولتهم ذلك لذا كان محتاطاً جداً وكان أشد ما يخشاه دس السم، ولشدة حيطته كان على مائدته دوماً طبيبه الخاص الحارث بن كلدة الذي كان يتمتع بخبرة عالية في مجال السموم إلاّ أنّ احتياطه ذاك لم ينفع في دفع غائلة القوم حيث تمكنوا من دس سم بطئ المفعول إليه فسم هو وطبيبه معاً، وأخبر الطبيب أبا بكر أنّه قد دُسّ إليهما سم بطئ المفعول يقتل في مدة سنة.