طلبت منهما الزهراء عليها السلام أنْ يصدقاها الحديث لتستبين صحة

دعواهما في طلب الصفح فأجاباها إلى ذلك فسألتهما عن قوله صلى الله عليه وآله وسلم:

(فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني)[17].

فأجابا بأنهما سمعاه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فرفعت يديها الشريفتين إلى السماء وقالت:

(اللهم إنهما قد آذياني فأنا أشكوهما إليك وإلى رسولك، لا والله لا أرضى عنكما أبداً حتى ألقى أبي رسول الله وأخبره بما صنعتما فيكون هو الحاكم فيكما).

فخرج الرجلان ولم يتحقق لهما ما أرادا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل لما دنت الوفاة من الزهراءعليها السلام أوصت أمير المؤمنين عليه السلام أن يدفنها سراً ولا يُعلم الذين ظلموها واشتركوا في ظلمها بوفاتها ولا يسمح لهم أنْ يصلّوا عليها أو يقفوا على قبرها فأجابها عليه السلام إلى كل ذلك فدفنها سراً وعفى موضع قبرها فلم يُعلم موضع قبرها بعد ذلك إلاّ الخواص ممن اشترك في دفنها عليها السلام.

[17] ـ من لايحضره الفقيه ج 4 ص 124، الأمالي- الشيخ الصدوق ص 165، 175، 575، كفاية الأثر- الخزاز القمي ص 37، 64، 65، التعجب ص 55،، فضائل الصحابة- الإمام أحمد بن حنبل ص 78، شرح مسلم - النووي ج 16 ص 2، فتح الباري - ابن حجر ج 7 ص 63، المصنف - عبد الرزاق الصنعاني ج 7 ص 301ح 13268، ح 13269، المصنف ـ الكوفي ج 7 ص 526 ح 33، ص 527ح6، الآحاد والمثاني-الضحاك ج 5 ص 361 ح، ص 362 ح2957، تثبيت الإمامة- الهادي يحيى ابن الحسين ص 28، السنن الكبرى - النسائي ج 5 ص 97 ح8370، ص 147ح 8518، ح 8519، خصائص أمير المؤمنين عليه السلام- النسائي ص120.