الزهراء عليها السلام كانت إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام منذ اللحظة الأولى[14].

وعاد أهل البيت النبوي صلوات الله عليهم إلى دارهم بعد أنْ يأس المتآمرون من الوصول إلى ما يريدونـه منهم، وبعد أنْ تجرّعوا من الآلام ما عرضـوا به أبدانهم الطاهرة إلى ألوان العذاب حفاظاً على شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم من أن تتلاعب بها أيادي أوباش العرب[15].

الشيعة في مواجهة السلطة

بعد إن انتهت الأحداث المأساوية رجع أمير المؤمنين عليه السلام إلى بيتـه واعتزل الناس وشرع فيمـا بدأ بـه من جمع القران الكريم تنفيذاً لوصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ودامت مدّة الجمع ستة اشهر.

وفي هذه المدّة قرر جمع من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام الوقوف بوجه السلطة

[14]ـ الأمالي- الشيخ الصدوق ص 174 ح178 / 2، الهداية الكبرى ص 407، الطرائف ص238، بحار الأنوار ج19ص 351، ج 28ص 38، 333، 409، ج 30ص 136، ج 31 ص 59، ص620 ح101، ج34 ص172 ح13، المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي ج8 ص572، شرح نهج البلاغة ج2 ص47، ج14 ص193، كنز العمال ج5 ص651،189، تاريخ الطبري ج2 ص443.

[15] ـ أغلب مصادر العامة أشارت إلى الهجوم الأول على دار فاطمة عليها السلام الذي نشأ عنه خروج المعتصمين من دار الزهراء عليها السلام وقليل من المصادر العامة ذكرت الهجوم الثاني الذي أخرج فيه أمير المؤمنين عليه السلام ملبباً بحمائل سيفه، أما المصادر الشيعية فإنها ذكرت كلا الهجومين ولكن لم تشر تلك المصادر إلى وقوع هجوم واحد أو اثنين إلا أنّ سير الأحداث يجعل احتمال كون الهجوم على مرحلتين قوياً جداً.