responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 55

عليهم إلاّ أنّ حركتهم تلك أسهمت إسهاماً كبيراً في بث الروح من جديد في وجدان الأمة الذي كادت أنْ تميته بيعة السقيفة وكان ذلك الأثر واضحاً بين الأنصار.

وتتميماً لدور الزهراء عليها السلام في خوض غمار الصراع السياسي حضرت إلى المسجد النبوي مرة أخرى وألقت على مسامع الناس خطاباً دعتهم فيه إلى العودة إلى جادة الصواب ووضع الأمور في مواضعها ثم عادت أدراجها إلى بيتها،وفي هذه المرة أخذ الأنصار يهمهمون، ولم يخف على أبي بكر سر هذه الهمهمة إذ إنّ شركاءه كانوا قد نقلوا إليه النشاط التعبوي الذي يقوم به أمير المؤمنين عليه السـلام ليلاً، فما إنْ عادت الزهراء عليها السلام ادراجها حتى قام أبو بكـر خطيباً مندداً بالأنصار ومهدداً إياهم ومعرّضاً بالزهراء وأمير المؤمنين عليهما السلام.

ولم يكتف بذلك بل ضَمن خطابه شراء الذمم بالأموال وهدد من لم يستجب بقطع عطائه من بيت المال وأثبت ذلك عملياً حيث أمر الجالسين بالذهاب لاستلام عطيائهم، وفي أثناء خطابه اعترضت السيدة أم سلمة رضوان الله عليها[13] على تعريض أبي بكر بالزهراء عليها السلام فأمر أبو بكر بقطع عطائها من بيت المال سنة كاملة.

الهجوم الثاني على دار فاطمة عليها السلام

أحس القوم أنّ أمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام أصبحا يشكلان تهديداً جدياً للحكم القائم وبدت آثار نشاطهما التعبوي تلوح في الأفق، إذ هذه الاستجابة الضعيفة من الأنصار والتفاني العظيم من خيار الصحابة لن يمر عليه زمن طويل حتى


[13] ـ دلائل الإمامة ص 122، السقيفة وفدك ص 104، بحار الأنوار ج 92ص 326، فدك في التاريخ ص 67، 117، مواقف الشيعة ج 1ص 476، شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد ج16 ص 214، اللمعة البيضاء ص 744.

نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست