responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 25

خالد بن الوليد وعمرو بن العاص[3] الأوضاع ودرسوها دراسة موضوعية فوجدوا أنّ البقاء مع قريش وعدم الالتحاق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم سيضيع عليهم الكثير من الفرص التي يمكن استثمارها فقررا مغادرة مكة والالتحاق بالمدينة لدراسة الأوضاع عن قرب لضمان مستقبلهما السياسي، فتركا مكة إلى المدينة سنة سبع هجرية وأعلنا إسلامهما.

فتح مكة وأثره في الواقع السياسي

لم تمر بعد صلح الحديبية مدّة طويلة حتى فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة لتتحطم بذلك أهم مراكز الشرك في جزيرة العرب واضطر القرشيون لدخول الإسلام كرهاً بعد أن ضاقت الأرض عليهم بما رحبت فدخل الإسلام أبو سفيان وابنه معاوية وعكرمة بن أبي جهل ـ الذي أهدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم دمه ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة ـ وغيرهم من الذين بذلوا ما وسعهم للقضاء على الإسلام.

أصبح الوضع السياسي الذي تعيشه المدينة بعد فتح مكة مغايراً لسني ما قبل الفتح، ذلك لأن شخصيات مكة انتقلت إلى المدينة لأنها عاصمة الدولة وهم يسعون أن يكون لهم وجود فيها لضمان أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والاجتماعية والمادية، وكان الوضع السياسي الجديد يقتضي التصرف علـى الصعيد الإداري بنحو يتناسـب مع الظروف الجديدة ففي السنوات السابقة كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا ترك المدينة لغزوة استخلف ابن أم مكتوم الرجل الضرير، بينما يكون أمير المؤمنين عليه السلام إلى جنبه، أما بعد الفتح فكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أراد السير إلى مكان بعيد يستخلف أمير المؤمنين عليه السلام في المدينة احتياطاً كما حصل في غزوة تبوك إذ لم يكن يأمن من استغلال المنافقين ـ الذين كثر عددهم في المدينة ـ لظروف غيابه للقيام بانقلاب عسكري.


[3] ـ انظر تاريخ الطبري ج2 ص314 و البداية والنهاية ج4ص163.

نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست