على المسجد النبوي ومنزل أمير المؤمنين عليه السلام لتطويق تحركه السياسي قبل البيعة لمرشح قريش، وبعد أن عصوه طلب الدواة والكتف ليكتب لهم كتاباً لن يضلوا بعده أبداً فقال قائلهم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يهجر حسبنا كتاب الله، وهكذا كان لرجالات قريش دور سلبي سيء في حرف المسار السياسي للدولة النبوية لتحقيق الرغبات الدنيوية الزائلة.

4 ـ سعى القرشيون مدّة تمكنهم من تحديد المسار السياسي عزل أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته والأنصار عن القرار السياسي، وقد تمكن القرشيون من تحجيم دور الأنصار السياسي إلى أبعد المديات فلم يحدث التاريخ عن دور مهم للأنصار في تاريخ الثورات والحركات السياسية في بلاد المسلمين اللهم الاّ في ثورة المدينة ضد يزيد والتي عصفت بالموقع السياسي للأنصار وإلى الأبد، نعم لابد من التأكيد أنّ الانصار كان لهم دور مهم في أيام أمير المؤمنين عليه السلام اذ كان أغلب الانصار معه وفي جيشه.

وأما بنو هاشم فإنّ الطالبيين منهم كانوا يشكلون أهم قوى المعارضة السياسية ضد السلطات الحاكمة أيام الامويين والعباسيين ويشهد لذلك تاريخهم المضمخ بدماء الشهداء الزكية وأما بنو العباس فانهم اعتزلوا العمل السياسي العلني ولم يشتركوا في ثورات الطالبيين وكانوا يسعون لبناء وجودهم السياسي المستقل في أخريات أيّام بني أمية وكان موضع حركتهم السياسية في خراسان بعيداً عن عاصمة الدولة الأموية وتمكنوا بعد ذلك من القضاء على الدولة الاموية ولكنهم اتبعوا سياسية قريش والسياسية الأموية في التضييق على الطالبيين والقضاء عليهم.

5 ـ عمل الشيعة في المدّة التي كانوا يمثلون فيها أهم قوى المعارضة السياسية والفكرية إلى التأكيد على حق أمير المؤمنين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام