بل البقاء في السلطة وكشفت الأيام هذه الحقيقة إذ بعد استتباب الأمر لمعاوية ترك الحديث عن عثمان ودمه.

وفي الوقت الذي كان في جيش أمير المؤمنين عليه السـلام خيرة من عاصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخيار التابعين كعمار بن ياسر وهاشم المرقال وسعد بن قيس بن عبادة وعدي بن حاتم الطائي ومالك الأشتر وكميل بن زياد الذين حملوا راية الدفاع عن المظلوم والوقوف في وجه الظالم ومن له أثر حسن في تاريخ الإسلام، كان في جيش معاوية عمرو بن العاص والوليد بن عقبة وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد وعبيد الله بن عمر بن الخطاب والنعمان بن بشير وأضرابهم الذين يمكن لمن تتبع تأريخهم الشخصي والعائلي يقف على الكثير من الخفايا التي حاولت التوجهات السياسية التغطية عليها وتنصيع الصور وتلميعها.

وفي الوقت الذي كانت دلائل الحق كلها إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام كان أتباع جيش معاوية يأنسون بالتأويلات غير المقبولة التي كان يقدمها لهم معاوية كما حصل عند شهادة عمار لما ادعى أنّ قاتله من أخرجه للحرب لا مَن قتله بعد أن تشوّش الجيش الشامي لانتشار الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّ عمار تقتله الفئة الباغية.

وبعد ان اصطف الجيشان وتبودلت الرسل بين الطرفين لم يبق بد من الخيار المسلح بعد أن وصل الحل السلمي إلى طريق مسدود, واندلعت الحرب بين الطرفين ودامت أشهراً عدّة إذ كان أمير المؤمنين عليه السلام يسعى أن لا تستأصل قوات