responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 134

ما قبل صفين

من أولويات سياسة أمير المؤمنين عليه السلام حقن دماء المسلمين والتحرز عن سفكها ما أمكن ذلك، ولهذا لم يعاجل معاوية ولم يعلن الحرب سريعاً، بل أرسل إليه الوفود والشخصيات السياسية لإقناعه لترك تعنته والدخول فيما دخلت فيه الأمة، ولكن معاوية وبسبب رغبته الشديدة في حفظ موقعه الذي سيؤهله فيما بعد ليكون الحاكم العام لبلاد المسلمين واحتوائه على الشام بكل مقدراتها العسكرية والمالية قرر عدم الاستجابة لطلب أمير المؤمنين عليه السلام، وكان معاوية في سبيل ضمان وقوف الشاميين إلى جنبه إلى النهاية يُمنّي قادتهم ويعدهم أنّ لهم الزلفى والمنزلة العليا إن تمكن من دفع غائلة الجيش الكوفي، وقد عملت تلك الوعود عملها في زعماء القبائل مما دفعهم للوقوف مع معاوية إلى النهاية.

وبعد يأس أمير المؤمنين عليه السلام من استجابة معاوية على الرغم من كثرة المراسلات والوفود قرر اللجوء للخيار العسكري.

كان إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام في الكوفة الكثير من الأنصار والمهاجرين وشخصياتهم المهمة وأرسل إلى من لم يكن منهم في الكوفة فالتحق به عبد الله بن عباس ومؤمنو البصرة، كما التحق به قيس بن سعد بن عبادة سيد الخزرج بعد أنّ نصب محمد بن أبي بكر رضوان الله عليـه بدلاً عنه والياً على مصر، وسبب هذا التغيير الإداري كون سعد رضوان الله عليـه زعيماً للأنصار وفي أيام الحرب يكون وجود زعيم القبيلة مهماً جداً، فكان وجود سعد رضوان الله عليه إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام مهماً جداً لسببين مهمين:

الأول: الحفاظ على معنوية الأنصار وهم يرون زعيمهم القبلي إلى جنبهم، والثاني: ما يتمتع به قيس رضوان الله عليه من همة عالية وفكر ثاقب.

نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 134
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست