والنتيجة الثانية سحب معاوية القوات التي أرسلها لضم مصر إلى الشام تحسباً للطوارئ خصوصاً بعد وصول قيس بن سعد رضوان الله عليه عاملاً عليها.

والنتيجة الثالثة توجه أمير المؤمنين عليه السلام إلى الكوفة وزيادة احتمالية اندلاع الحرب بينه وبين المعسكر الشامي.

والنتيجة الرابعة الآثار النفسية العظيمة التي كسبها أنصار أمير المؤمنين عليه السلام بسبب النصر الذي حالفهم في المعركة والمنافع المادية التي عادت إليهم، والأهم من ذلك ما لمسوه من شجاعة قائدهم وحسن تدبيره وزهده بحطام الدنيا وسعة حلمة وغزارة علمه وتفانيه في ذات الله تبارك وتعالى مما كشف لهم وجود خصوصيات فيه لم يعهدوها فيمن سبقه من الحكام.

وقعة الجمل في الإعلام المعادي لأمير المؤمنين عليه السلام

في المدّة المتأخرة عن حرب الجمل ارتأى محرفو التاريخ التلاعب بالحقائق التاريخية خدمة لأغراضهم السياسية الضيقة الأفق، وكانت محاولاتهم تنصب على الدفاع عن الناكثين ـ وبغض النظر عن التوجهات الفقهية التي دعت القوم إلى سلوك مذاهب غريبة في الدفاع عن الناكثين ـ فإنهم من الناحية التاريخية وفي محاولة لحرف الحقائق سلكوا طريقين:

1ـ ادعاء أنّ الناكثين كانـوا دعاة لإصلاح أمر الأمة وقد وافقوا على الصلح مع أمير المؤمنين عليه السلام ولكن قبل أن يتم الفريقان عقد الصلح تراشق جهلة العسكرين بالنبل ووقع القتل في المعسكرين مما أدّى إلى نشوب الحرب مِن دون سبق إرادة من قادة العسكرين.

2ـ الإدعاء الثاني بالإضافة إلى ما بني عليه الإدعاء الأول من محاولة تنصيع وجه