تحديات الدولة العلوية

لم تكن الدولة العلوية دولة قهر وظلم، أيّ لم يكن هم قادتها وسراتها في عهد أمير المؤمنين عليه السلام التمتع بالمراكز القيادية للدولة والانتفاع الشخصي والفئوي بامتيازات الحكم، بل كانوا يحملون مبادئ غاية في السمو ويسعون ما أمكنهم لإقامة حكم الله تعالى على الأرض، ولهذا السبب كانت الدولة العلوية دولة إصلاحية جاءت لإصلاح المجتمع الإسلامي على الصعيد الداخلي ليتم بإصلاحه إصلاح العالم.

وكانت هناك مجموعة من التحديات تواجه المشروع الإصلاحي أهمها:

1ـ ذوو الأطماع الذين دفعتهم أطماعهم للدخول فيما دخل فيه الناس، وهؤلاء ما لم يضمنوا تحقيق مصالحهم في الدولة الجديدة فهـم سيقومون وبوحي تحقيق مصالحهم ومنافعهم الخاصة بالكثير من الأعمال التي من شأنها أن تؤثر سلباً على المسيرة الإصلاحية.

2 ـ ذوو الأطماع الذين لم يدخلوا فيما دخل فيه الناس وهم على قسمين، الأول لهم أتباع ومريدون ويتمتعون بسلطة قائمة وتحت أُمرتهم قوات عسكرية وهم بنو أمية وأتباعهم، والقسم الثاني ليس لهم سوى امكانيات محدودة وعلى رأسهم عائشة بنت أبي بكر.

3 ـ المتحجرون وهم الشخصيات المتنسّكة قشرياً والجاهلة جهلاً مركباً، وهم يشكلون عائقاً عظيماً في وجه إصلاحات الدولة العلوية.

4 ـ الانحراف المتأصل بسبب محاولات أصحاب الأهواء والبِدع طمس معالم الإسلام الحنيف وتحريفه بما يخدم مصالحهم.