responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 107

وبملاحظة الجرد المتقدم للحركات السياسية المؤثرة في الساحة الإسلامية يتضح أنّ سياسة عثمان أدّت إلى إيجاد حركتين لم تكونا من قبل، نتجت إحداهما من انشقاق الصف القرشي، والثانية من تلاعب رجال السلطة بأرواح الناس.

كانت ثلاثة من الاتجاهات السياسية تطالب عثمان باعتزال الحكم سواء من كان منهم يحاول إصلاح أمور المسلمين دون سفك الدماء كأمير المؤمنين عليه السـلام أو من كان منهم يحاول كل جهده إغراء المحاصرين بالقضاء على عثمان وهم عائشة والزبير وطلحة، أمّا الاتجاه الأموي فلم يكن مؤيداً لاعتزال عثمان، وكان معاوية يرغب بانتهاء الأزمة بمقتل عثمان لأنه يدرك أنه وجميع الأمويين من وجهة النظر الشعبية والرأي الجماهيري العام لا يصلحون لتولي الحكم، بينما منافسوهم من المسلمين الأوائل، لذا فكفتهم أرجح، فمعاوية وكل بني أمية بحاجة إلى الحجة التي توصلهم إلى الحكم وليس الحجة إلاّ دماء عثمان، ولهذا السبب لما دعاه عثمان ومن يثق به من عماله طلب منه أنْ يرسل إليه قوة عسكرية تمكنه من القضاء على أبناء الولايات الثلاث، فأَرسل معاوية قوة عسكرية وأمر قائدها أن يقف عند حدود الشام ولا يتقدم نحو المدينة، ثم جاء بنفسه إلى المدينة لدراسة الأحداث عن قرب، وفهم عثمان مغزى قدومه حيـث كان معاوية يرمي من مجيئه إلى عثمان تحقيق الهدف المهم وهو الإسراع في القضاء على عثمان، لأنه بوصوله إلى المدينة ألقي إلى المعارضة مرابطة القوة الشامية في تبوك، وهذا يعني أنه في أيّ لحظة يمكن أن تتوجه تلك القوات إلى المدينة للقضاء على المعارضة، وهذا الخبر سيدفع المعارضة للإسراع في الوصول إلى ما تهدف إليه من إزالة عثمان عن السلطة لأن بقاءه ولو إلى حين وصول النجدة الشامية يعني القضاء عليهم، ولما كان عثمان لن يستجيب لمطالبهم في التنحي عن السلطة ولانتظاره نجدة معاوية فالمعارضة ستكون مضطرة للقضاء عليه، كما أنّه ليس من البعيد أن يكون معاوية قد

نام کتاب : تاريخ الشيعة السياسي نویسنده : الجابري، عبدالستار    جلد : 1  صفحه : 107
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست