responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية نویسنده : الحلو، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 72

ومهما يكن من شيء فإن المسألة لا تقتضي الوقوف فيها كثيراً بقدر ما هو تحديد تاريخي لا يقتضي كثيرٌ خلافٍ.

إنّ الذي يهمنا الآن تتابع أحرج اللحظات التي تميزها هذه المرحلة.

أولاً- كان وقع خبر شهادة الإمام العسكري عليه السلام أمراً أيقظ الجميع على صيحات الناس الذين فقدوا أعظم إنسان على وجه الأرض, فقد شعرت الأمة بالفراغ منذ ذلك الحين للقيادة الربانية الحاضرة لديها حتى يصف المؤرخون ذلك اليوم بانه يوم القيامة, وهو معلم مهم استشعر فيه النظام العباسي على تعلق الأمة بإمامة أهل البيت عليه السلام مهما كانت الظروف التي تحيطهم من قهر ومطاردة وتنكيل, وإلى جانبه يشعر النظام بإفلاسه التام من الرصيد الشعبي الذي لابد أن يملكه أي نظام يدعي الشرعية الدينية أو السياسية أو هما معاً.

ثانيا- مشهد الصلاة على الإمام العسكري عليه السلام الذي أظهر الحقائق وكشف زيف المدعيات, إذ حاول النظام العباسي أنْ يشهد «صلاة رسمية» على الإمام العسكري عليه السلام وكان ذلك بحضور الوزير العباسي أبي عيسى بن المتوكل الذي اصطف مع جمهور المشيعين من قادة الدولة وعلمائها وامرائها, وكان جعفر أخو الإمام العسكري عليه السلام قد تقدم إلى الصلاة ليصلي على أخيه, وهو الأمر الذي سيكون فاصل الأحداث, اذ المعروف أن الإمام لا يلي أمره إلاّ إمام مثله وإذا تمت صلاة جعفر فمعنى ذلك سيكون سبيل لإثبات جعفر دعوى الإمامة إلاّ أنّ الأمر كان على خلاف ما توقعه جعفر والسلطة العباسية التي تدفع جعفر بهذا الإتجاه أي ادعاء الإمامة, والذي حصل كان مفاجأةً للجميع أحبط مؤامرة السلطة العباسية بتنصيب جعفراً إماماً - لكنه رسمياً معيناً من قبل السلطة- وبهذا فإنّ السلطة ستنجح في إلغاء أهم قضية إسلامية إلهية وهي الإمامة الإلهية المعصومة وحين إن هموا للتكبير خرج

نام کتاب : الأصول التمهيدية في المعارف المهدوية نویسنده : الحلو، محمد علي    جلد : 1  صفحه : 72
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست