الغيبتان الصغرى والكبرى للإمام المهدي عليه السلام

كل من أراد أنْ يؤرخ لغيبة الإمام المهدي عليه السلام لابد أن يخضع دراسته لهذا التقسيم أي الغيبة الصغرى والغيبة والكبرى, وهذا التقسيم خاضع كذلك لظروف كلتا الغيبتين, فكونها صغرى لأنها محددة بتاريخ معين وتنتهي بتاريخ معين كذلك, وكونها كبرى فلانها تبدأ منذ نهاية الغيبة الصغرى وتنتهي حتى ظهوره الشريف وعلى هذا الاساس ستكون دراستنا لهذا التقسيم.

الغبية الصغرى

لابد لنا من تحديد بداية الغيبة الصغرى قبل أي بحث يراد، إلاّ أنّ ذلك يتردد بين نظريتين:

النظرية الاولى: تعتبر أنّ تحديد الغيبة الصغرى يبدأ منذ ولادة الإمام المهدي عليه السلام سنة 255 هـ اعتماداً على أن مقتضى حياته الشريفة اقتضت ان يكون بعيدا عن الأنظار إلاّ بقدر ما كان يسمح به الإمام الحسن العسكري عليه السلام لبعض خاصته وأصحابه لمشاهدته، وإعتبار ذلك إحدى صيغ إثبات ولادته ووجوده، وإلاّ فإن حياة الإمام المهدي عليه السلام امتازت بالسرية التامة وكونها تعيش تحت معطيات الاختفاء والغيبة حذراً من الوقوف عليه من قبل النظام الحاكم وقتذاك, وقد التزم بذلك الشيخ المفيد وغيره, ولعله هو الأوفق.

النظرية الثانية: حيث تعتبر بداية الغيبة الصغرى منذ شهادة الإمام الحسن العسكري عليه السلام سنة أي بعد الفجر من اليوم الثامن من شهر ربيع الاول سنة 269 هـ, حيث مارس الإمام المهدي عليه السلام مهام القيادة وإدارة شؤون الأمّة في أبرز حدث، وهو مقابلته لوفد القميين قبل ظهر ذلك اليوم, وهو ما يميل إليه الأكثر من كون الغيبة الصغرى بدأت منذ ذلك الحين.