4- غيبة نبي الله يوسف عليه السلام

فقد غاب يوسف عن أهله وقومه عشرين عاماً ثلاثة أيام في الجب وفي السجن بضع سنين والباقي عند عزيز مصر, وكان إخوته يلتقون به ولا يعرفونه لطول غيبته ولتخفيه عنهم حتى مَنّ الله عليه أن اجتمع مع أبيه يعقوب وإخوته وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام في غيبة القائم ومقارنتها بغيبة يوسف النبي عليه السلام قال: وما تنكر هذه الأمّة أشباه الخنازير أنّ إخوة يوسف كانوا أشبالاً أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم إخوته وهو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم «أنا يوسف وهذا أخي» فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عزوجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته عنهم, لقد كان يوسف يوماً ملك مصر وكان بين والده مسيرة ثمانية عشر يوماً فلو أراد الله تبارك وتعالى أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة في تسعة أيام إلى مصر, فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عزوجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير فيها بينهم ويمشي في أسواقهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عزوجل له أن يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف عليه السلام حين قال لهم «هل علمتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون. قالوا إنك لانت يوسف. قال أنا يوسف وهذا أخي»[80]

5- غيبة نبي الله موسى عليه السلام

فقد أوردت الروايات أنّ يوسف عليه السلام حينما حضرته الوفاة أخبر أهل بيته وأتباعه بأن شدة تنالهم «يقتل فيها الرجال وتشق بطون الحبالى وتذبح الأطفال حتى يظهر الله الحق في القائم من ولد لاوي بن يعقوب وهو رجل أسمر طوال ونعته لهم فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة على بني اسرائيل وهم منتظرون قيام القائم أربع مئة سنة حتى اذا بُشروا بولادته ورأوا علامات ظهوره واشتدت عليهم البلوى وحمل عليهم

[80] يوسف:90والحديث عن كمال الدين:145.