أي لا تتصرّفوا تصرّفاً يُفقد العلم
خاصّيّته، ويسلب منه اسمه الصحيح.
لقد مُني العلم اليوم بهذا المصير
المشؤوم بعد فقده جوهره واتّجاهه المستقيم السديد، فأصبح كالجهل قاتلًا، مُفسداً،
مدمِّراً، بل أصبح أشدّ ضرراً من الجهل!
ما أروع كلام الإمام عليّ عليه
السلام وما أدقّه! إذ قال:
قَد رُبَّ عالِمٍ قَتَلَهُ
جَهلُهُ، وعِلمُهُ مَعَهُ لا يَنفَعُهُ.[22]
إنّ المصير المؤسف للعالِم الذي يهلك
من جهله عجيب حقّاً، فعند ما حدّث سعد بن أبي وقّاص رسول اللَّه صلى الله عليه و
آله مرّةً، بما جرى له في سفره، قال له مصوّراً جهل القوم المرسل إليهم: أتيتك من
قومٍ هم وأنعامهم سواء! فقال له صلى الله عليه و آله: