نام کتاب : دعاء الإمام الحسين في يوم عاشوراء بين النظرية العلمية والأثر الغيبي نویسنده : الحسني، نبيل جلد : 1 صفحه : 287
يتمسك: إما بصفات في المولى الحاكم توجب العفو والصفح كسؤدده، وكرمه، وسخائه،
وشرافة محتده، وإما بصفات في العبد تستدعي الرأفة والحنان وتثير عوامل المغفرة كمذلته
ومسكنته وحقارته وسوء حاله، وإما بصفات في نفسه أعني نفس الشفيع من قربه إلى المولى
وكرامته وعلو منزلته عنده فيقول: ما أسألك إبطال مولويتك وعبوديته، ولا أن تبطل حكمك
ولا أن تبطل الجزاء، بل أسألك الصفح عنه بأن لك سؤددا ورأفة وكرما لا تنتفع بعقابه
ولا يضرك الصفح عن ذنبه أو بأنه جاهل حقير مسكين لا يعتني مثلك بشأنه ولا يهتم بأمره
أو بأن لي عندك من المنزلة والكرامة ما يوجب إسعاف حاجتي في تخليصه والعفو عنه.
ومن هنا: يظهر
للمتأمل أن الشفيع إنما يحكم بعض العوامل المربوطة بالموارد المؤثرة في رفع العقاب
مثلا من صفات المشفوع عنده أو نحوها على العامل الآخر الذي هو سبب وجود الحكم وترتب
العقاب على مخالفته، ونعني بالحكومة أن يخرج مورد الحكم عن كونه موردا بإدخاله في مورد
حكم آخر، فلا يشمله الحكم الأول لعدم كونه من مصاديقه لا أن يشمله فيبطل حكمه بعد الشمول
بالمضادة كإبطال الأسباب المتضادة في الطبيعة بعضها حكم بعض بالمعارضة والغلبة في التأثير،
فحقيقة الشفاعة التوسط في إيصال نفع أو دفع شر بنحو الحكومة دون المضادة. ومن هنا يظهر
أيضا: أن الشفاعة من مصاديق السببية فهي توسيط السبب المتوسط القريب بين السبب الأول
البعيد ومسببه، هذا ما يتحصل من تحليل معنى الشفاعة التي عندنا)[420].
ويظهر مما سبق أن مسألة الشفاعة هي
حقيقة قرآنية قد نص عليها الوحي وبيّنها النبي الأعظم(صلیاللهعلیهوآلهوسلم)
وأن أئمة آل محمد(صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يشفعون للمذنبين من شيعتهم.