معالم الفاجعة حينما يقارن بين أولئك القتلة المطعون في أحسابهم وأنسابهم وإيمانهم وبين أولئك الشهداء المقتولين المظلومين الذين هم غاية في الكمال والطهر والإيمان.

المدلول الرابع: الوقوف بوجه مخطط أصحاب السقيفة وأشياعهم

تعرفنا في المبحث الثاني المنصرم كيف أراد أعداء أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين القضاء على قربهم واختصاصهم وانتسابهم للنبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف بدأ هذا المخطط بالدعوة إلى إخراج أهل البيت عن كونهم أبناء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وكيف انتهى بالدعوة والتحريض يوم عاشوراء على استئصالهم وان لا يبقى لهم باقية.

وتعرفنا أيضا على الجهد العظيم الذي قام به أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين للحفاظ على صدق انتسابهم وحقيقة اختصاصهم بجدهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم دون العالمين، فاستخدموا لأجل ذلك كل وسيلة، واتبعوا كل طريقة ممكنة، وواحدة من هذه الوسائل والطرق هي زجها في متون ادعيتهم وزياراتهم، وأمر الشيعة بترديدها وتكرار قراءتها، ما يؤدي هذا التكرار إلى ترسيخ هذا الأمر في نفس الزائر وعقله رسوخا لا يقبل الشك أو الانفكاك.

وعليه فيصبح قول الزائر لقبر أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه ومخاطبته إياه بقوله (السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ) مشاركة في نصرة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في حربهم مع أعدائهم، وفيه إثبات وإقرار حق من حقوقهم المسلوبة، وفيه نكران للمنكر الذي أراد أصحاب السقيفة وأتباعهم تأسيسه وترسيخ قواعده، والزائر مأجور على هذه المناصرة والشهادة والرفض للظلم ويكتب له اجر الواقف بوجه ذلك الباطل وان لم يكن ملتفتا في اغلب الأحيان إلى أهمية فعله أو الهدف من السلام على الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه والشهادة له بأنه ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.