responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 65

نظرة العباسيين لمسألة القرابة

قاتل العباسيون بضراوة أكثر من غيرهم لتحريف موضوع القرابة والاختصاص بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وحصره بالمتولدين من ذرية العباس بن عبد المطلب، فمنذ اليوم الأول لتوليهم الحكم اجتمعوا على كلمة واحدة وهي ان الإمارة والخلافة التي صارت بأيديهم بعد زوال الدولة الأموية هي حق طبيعي لهم وانها من ضمن ما ورثه العباس بن عبد المطلب من النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أخرج الطبري في تاريخه كتابا أرسله المنصور العباسي إلى محمد بن عبد الله بن الحسن: (... ولقد علمت أنه لم يبق أحد من بني عبد المطلب بعد النبي صلى الله عليه ــ وآله ــ وسلم غيره فكان وراثة من عمومته ثم طلب هذا الأمر غير واحد من بني هاشم فلم ينله إلا ولده فالسقاية سقايته وميراث النبي له والخلافة في ولده فلم يبق شرف ولا فضل في جاهلية ولا إسلام في دنيا ولا آخرة إلا والعباس وارثه ومورثه)[54].

وهكذا يصبح واضحا لدينا تاريخ هذا النكران لقرابة الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه وبقية آل علي صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وان مسألة القرابة والاختصاص بالرسول الأعظم كانت قد مرت بمراحل عديدة، فتارة توسع دائرة القربى والاختصاص ليدخل فيها أصحاب السقيفة وغيرهم، وتارة تضيق فلا يسمح بأن يدخلها إلا من كان أمويا أو عباسيا، وهذا التوسيع والتضييق كان يخضع للظرف السياسي وللمصلحة التي يراد استخدام القرابة من أجلها، فإن كانت المصلحة في التوسيع كما في السقيفة وسع ذلك الباب وفتح على مصراعيه، وإلا ضيق وفتحت منه كوة لا يدخل منها إلا من كان أمويا أو عباسيا.


[54] تاريخ الطبري ج 6 ص 199 كتاب المنصور إلى محمد بن عبد الله بن الحسن وكتاب محمد بن عبد الله اليه.

نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست