نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام جلد : 1 صفحه : 465
من الأمم التي
لعنت في فقرات زيارة عاشوراء، أن العقل ومن دون الاعتماد على أي دليل شرعي يستقل
بالحكم على لزوم تولي الصالحين والتبرؤ من الطالحين، أو وجوب تولي الحق وأهله، والبراءة
من الباطل وأهله، وما دل على وجوب ذلك من الأدلة الشرعية يكون مؤيدا ومنطبقا مع
حكم العقل وأدلته.
القرآن صنّف
الولاية والبراءة من أجزاء الإيمان والإيمان يتعلق بالأصول
تقدم فيما سبق ان
إحدى الفوارق التي على أساسها يمكن التمييز بين أصول الدين وفروعه هي ان الأصول عبارة
عن تلك الأسس الفكرية والعقائدية للدين الإسلامي، فكل الأمور
التي ترتبط بعقيدة الإنسان
وسلوكه الفكري تدخل في مسائل أصول الدين، والقرآن الكريم في آياته المباركة جعل
الولاية والبراءة جزءاً من أجزاء الإيمان، وبين وبكل وضوح ان الإيمان الذي لا ترافقه
البراءة والولاية إيمان ناقص بل إيمان لا يعتد به قال سبحانه وتعالى ((لَا تَجِدُ
قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ
إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ))[873].
الأحاديث الشريفة
جعلت الولاية والبراءة من دعائم الإسلام
تقدم ان معنى أصول
الدين مأخوذ من أصل البناء والأساس الذي إن فقد لم يبق للبناء وجود، والأحاديث
الشريفة عن المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين جعلت مسألة البراءة والولاية
من دعائم الإسلام وقرنوها بالشهادة لله سبحانه وتعالى بالوحدانية وللنبي