نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام جلد : 1 صفحه : 445
الَّذِي
بَارَكْنَا))[820] واستعمل لانتهاء الغاية ولكن الاعتبارية
والمعنوية منها[821]دون المادية والزمانية ومنه قوله سبحانه
وتعالى: ((فَآَمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ
هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ))[822] فالغاية الزمانية والمكانية هنا منتفية ولا
يمكن حمل (إلى) عليها لان كلاًّ من المكان والزمان يختصان بالمادة والله سبحانه وتعالى
منزه عن خواص المادة وأعراضها، فلابد من حمل الغاية على ما هو معنوي غيبي.
ثانيا: وقد يكون
حرف الجر (إلى) بمعنى (مع) وذلك إذا ضممت شيئا إلى آخر[823]، نظير قوله سبحانه وتعالى: ((قَالَ مَنْ أَنْصَارِي
إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ))[824]، أي من أنصاري مع الله، وكقوله سبحانه وتعالى: ((فَاغْسِلُوا
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ))[825].
ثالثا: وقد يكون
حرف الجر (إلى) بمعنى (في)[826] ومنه كما قيل قوله سبحانه وتعالى: ((فَقُلْ
هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى))[827]أي هل لك في أن تتزكى.
3:
وَإِلَيْكُمْ
والواو هنا عاطفة
و(إِلَيْكُمْ) معطوفة على لفظ الجلالة (الله) والمعنى برئت إلى الله سبحانه وتعالى
وبرئت إليكم، وضمير الجمع في (إِلَيْكُمْ) عائد إلى أهل البيت صلوات الله وسلامه
عليهم أجمعين المذكورين في الفقرات السابقة لهذه الفقرة الشريفة من الزيارة.