نام کتاب : تيجان الولاء في شرح بعض فقرات زيارة عاشوراء نویسنده : البلداوي، وسام جلد : 1 صفحه : 418
محاولة انتزاع الإمارة من آل أمية وإرجاعها للمهاجرين مرة
أخرى
لم تكن خلافة
عثمان بن عفان خلافة شخص واحد، بل كانت خلافة تيار بأكمله، تيار لا يقيم للدين
والشريعة وزنا، ولا للصحابة الأوائل قدرا، تيار يعدّ الخلافة كالكرة يتلقفها سفهاؤهم
وصبيانهم، وهو ما صرح به أبو سفيان في أول يوم من أيام إمارة عثمان بن عفان، فقد
روى ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب قال: (ان أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت
الخلافة إليه فقال قد صارت إليك بعد تيم وعدي فأدرها كالكرة واجعل أوتادها بني
أمية فإنما هو الملك ولا أدري ما جنة ولا نار فصاح به عثمان قم عني فعل الله بك
وفعل، وله أخبار من نحو هذا ردية ذكرها أهل الأخبار لم أذكرها وفي بعضها ما يدل
على أنه لم يكن إسلامه سالما)[770].
وقد مر أبو سفيان
بقبر حمزة أسد الله وأسد رسوله (وضربه برجله، وقال: يا أبا عمارة إن الأمر الذي
اجتلدنا عليه بالسيف أمسى في يد غلماننا اليوم يتلاعبون به)[771].
اقول: وعثمان بن
عفان وان رفض قول أبي سفيان في الظاهر إلا أن سيرته وسياسته في إدارة شؤون المملكة
الإسلامية ينطبق عليها قول أبي سفيان انطباقا تاما، وأخبار استئثاره وبني قومه
بأموال العباد ومقدرات البلاد تملأ بطون الكتب من الفريقين، ولا نرى ضرورة في
تسويد صفحات هذا الكتاب بها وستأتي بعض أخبارهم في شرح الفقرات الخاصة بهم ضمن
زيارة عاشوراء، وسنقتصر على ما يرتبط بمسألة التمهيد والتوطئة لقتلة أهل البيت صلوات
الله وسلامه عليهم أجمعين.
وقد سبق ان عرفنا
ان لأصحاب الشورى باستثناء أمير المؤمنين علي بن أبي