صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وشعائرهم ومراسم عزائهم، وهكذا ستستمر سياسة الإلغاء حتى يمسخ الدين وتضمحل الحقائق، كل ذلك بسبب شعار الوحدة، أو بسبب الفهم الخاطئ أو التطبيق الخاطئ لشعار الوحدة، حتى نصبح وبالتدريج ممن يشارك في غصب أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين حقوقهم، ودفعهم بقصد أو بغير قصد عن مراتبهم ومقاماتهم التي ابعدوا عنها.

إضافة إلى كل ما سبق فان البحث في هذا الموضوع يستبطن عدة من الفوائد الكبيرة، وله نتائج يمكن الاستفادة منها في إثبات مباحث عقائدية أخرى كما سنرى، وفيما يأتي نختار فائدتين يمكن أن تترتب على هذا المبحث، ونترك البقية الأخرى موكولة إلى القارئ وفطنته.

الفائدة الأولى: تضع توضيحا شافيا لطول عمر الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه

ان طول عمر الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه هو من المباحث التي طال الكلام حولها، وتعددت مشارب الباحثين في كيفية تقريبه للأذهان من جهة، واثبات إمكان وقوعه وحدوثه من جهة أخرى، لكن جميعهم أكدوا على أن طول بقائه صلوات الله وسلامه عليه وامتداد وجود شخصه المقدس راجع إلى قانون المعجزة، وعلى هذا الأمر بنيت الأدلة وأسست الحجج.

غير ان هذا المبحث الذي أثبتنا من خلاله أن أبدان أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ــ والإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه واحد منهم ــ بذاتها قابلة للبقاء والاستمرار والخلود سيكون بمنزلة تغيير جذري لمسألة العلة الحقيقية التي من اجلها استمر وامتد عمر الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه إلى وقتنا هذا بل إلى اليوم الموعود، وستخرج هذه المسألة من كونها مسألة إعجازية غيبية إلى مسألة طبيعية، على اعتبار ان البقاء والخلود من