عن مقامكم ومراتبكم التي رتبكم الله فيها)، أو (لعن الله امة ماطلت دون وصولكم إلى مقاماتكم ومراتبكم التي رتبكم الله فيها).

وأهل البيت وكما هو الثابت في الآيات والروايات سيرد لهم الله سبحانه هذه المنازل والمراتب في زمن الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه وستجتمع له السلطة الظاهرية والباطنية، ولكن بعد مماطلة من الظالمين يطول أمدها، ويهلك فيها الكثير ممن سار على نهج تلك الفئة التي جلست في مجلس أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وغصبت مقامهم، فهم ملعونون مسخوط عليهم بسبب منعهم ومماطلتهم التي تسببت في إضلال فئة من الناس ليست بالقليلة، وكذلك تسببت في تعطيل حدود الله من أن تقام على أيدي أصحابها الشرعيين، وأيضا أسهمت تلك المماطلة بتكبيد أهل البيت عليهم السلام المتاعب والمصاعب والمحن والآلام بل وتكبدوا في سبيل إعادة السلطة الإلهية من أيدي الغاصبين إلى التضحية بدمائهم الزكية ونفوسهم المقدسة ثمنا لذلك.

الثالث: وقد يكون الدفع بمعنى الإسراع: (دفع دفعت إلى فلان شيئا ودفعت الرجل فاندفع. واندفع الفرس، أي أسرع في سيره، واندفعوا في الحديث)[535].

فيكون معنى العبارة (ولعن الله امة أسرعت في دفعكم عن مقامكم وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها) وهذا ما حصل فعلا فبمجرد أن مات النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والتحق بربه سارعت أمته وهو بعد لم يدفن إلى دفع أهل البيت عن مقاماتهم ومراتبهم ومن أجلى مراتبهم ومقاماتهم مقام الولاية ومرتبة الإمامة.

الرابع: وقد يكون بمعنى الإزالة بقوة، قال ابن منظور: (دفع: الدفع: الإزالة

[535] الصحاح للجوهري ج 3 ص 1208 فصل الدال مادة دفع.