بوصفهم الأكمل والأفضل، ومن النعم التي اختصهم الله بها دون العالمين هي نعمة السلام والسلامة التي رافقتهم في جميع العوالم التي سبقت عالم الدنيا وفي عالم الدنيا وما بعده من العوالم كما سنتعرض إلى تفصيل هذا الأمر فيما يأتي من الكلام.

ثالثا: سلام الله سبحانه مرافق لأهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في جميع العوالم

ألف: سلامتهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في عالم الأشباح والأنوار

إنّ القرآن الكريم والروايات الشريفة أوضحت وبشكل لا يقبل الشك ان عالم الدنيا ليس هو العالم الوحيد الذي كان للإنسان فيه وجود وتحقق، فقد سبقت هذا العالم المادي عوالم أخرى، كما ان هنالك عوالم أخرى تأتي من بعده، وواحد من تلك العوالم التي سبقت عالم الدنيا هو عالم الأنوار والأظلة، والذي كان قبل أن يكون زمان أو مكان أو ارض أو سماء، وقبل أن يخلق ملك أو انس أو جان، وقد صرحت الروايات المستفيضة على ان أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ومن ضمنهم الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه قد أفيض عليه وعليهم الوجود والتحقق في ذلك العالم، وان هذا العالم قد انحصر فيهم ولم يشاركهم فيه احد من الخلق، فسلمهم الله سبحانه من ان يشاركهم في فضلهم هذا مشارك، وسلمهم من أن ينال مرتبتهم هذه نائل، وسلمهم من أن يطمع في كمالهم طامع من الأولين والآخرين، فالسلامة لهم والسلام عليهم متحقق لهم في هذا العالم بهذا المعنى.

واليك بعض الأخبار والأقوال التي تحدثت وأثبتت وجود ذلك العالم وبينت اختصاصهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وتفردهم بالوجود فيه:

فعن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين عليه السلام يقول: (إن الله خلق محمدا وعليا وأحد عشر من ولده من نور عظمته، فأقامهم أشباحا في ضياء نوره