فبينما هما كذلك إذ دخل عليهما أبو طالب، فقال لهما: ما
لكما, من أي شيء تعجبان؟ فأخبرته فاطمة بالنور الذي قد رأت، فقال لها أبو طالب:
ألا أبشرك؟ فقالت: بلى، فقال: أما إنك ستلدين غلاماً يكون وصي هذا المولود[107].
وعن ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال: يزعمون فيما يتحدث الناس
والله أعلم أن آمنة بنت وهب أم رسول الله’ كانت تحدث أنها أتيت لما حملت برسول
الله فقيل لها إنّك قد حملت بسيد هذه الأمة فإذا وقع بالأرض فقولي أعيذه بالواحد
من شر كل حاسد ثم سميه محمداً ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت منه قصور بصرى
من أرض الشام, فلما وضعته أرسلت إلى جده عبد المطلب أنه قد ولد لك غلام فأته فانظر
إليه, فأتاه فنظر إليه وحدثته بما رأت حين حملت به, وما قيل لها فيه, وما أمرت أن
تسميه [108].
وقال يونس بن بكير عن ابن إسحق: وكانت آمنة بنت وهب أم رسول الله’ تحدث أنها أتيت حين حملت بمحمد’, فقيل لها إنك قد حملت بسيد هذه
الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: أعيذه بالواحد، من شر كل حاسد، من كل بر عاهد،
وكل عبد رائد، يذود عني ذائد، فإنه عند الحميد الماجد، حتى أراه قد أتى المشاهد.
وقال: فإن آية ذلك أن يخرج معه نور يملأ قصور بصرى من أرض الشام، فإذا وقع فسميه
محمداً، فإن اسمه في التوراة والإنجيل أحمد، يحمده
[107]
حلية الأبرار, السيد هاشم البحراني, ج 1 ص 28.