وأعظمهم شرفا من قبل أبيه وأمه, ولذا قد ورد أن التي
عرضت عليه نفسها لم تك بغيا وإنما كانت زوجه. ([103])
الجمع بين الروايات
ذهب الحلبي في السيرة إلى إمكان الجمع بين هذه القصص وأن لكل واقعة بمعزل
عن الأُخرى حيث يقول: لا يخفى أن تعدد الواقعة ممكن وأن هذا السياق يدل على أن هذه
المرأة كان عندها علم بأن عبد الله تزوج آمنة وأنه يريد الدخول بها وأنها علمت أنه
كائن نبي يكون له الملك والسلطان وغير خاف أن عرض عبد الله نفسه على المرأة لم يكن
لريبة بل ليستبين الأمر الذي دعاها إليه بذلك القدر الكثير من الإبل في مقابلة هذا
الشيء على خلاف عادة النساء مع الرجال ولا يخالف ذلك بل يؤكده ما في الوفاء من قوله,
ثم تذكر الخثعمية وجمالها وما عرضت عليه فأقبل إليها الحديث والله أعلم [104].
الصحيح
إنّ هذه القصص ليس حظ في الوجود وهي بعيدة عن واقع الأسرة الهاشمية لاسيما
آباء النبي’ الذين اصطفاهم الله وأبعدهم عن الأرجاس كما سيأتي, لذلك علماؤنا ومؤرخونا
قد أعرضوا عن ذكر هذه القصص ولم يذكروها في كتبهم, بل حتى في كتب القوم لاسيما
الرواية الأولى فقد ذكرها ابن سعد ونقلها عنه ابن عساكر وليس على نحو ثبوتها وانما
ذكروها واحدة من تلك النصوص