إبراهيم علیه السلام فإذا أقرب من رأيت به شبهاً صاحبكم يعني نفسه’ [627].

وأمّا أمها: فهي ميمونة بنت أبي سفيان صخر بن حرب ابن أمية, أي أنّ أبا سفيان يُعد جداً لليلى, ولكن شوائب أمية لم تمس من ليلى أو تؤثر فيها, فهي من سلالة الأمجاد والمكارم من آل مسعود, فقد ترك أبوها في نفسها آثار الهدى والإيمان والاستقامة على الدين الحنيف إلى أن أصبحت عضواً مميزاً في العائلة الهاشمية.

وقد ولدت ليلى للإمام الحسين علیه السلام علياً الأكبر أول شهيد من بني هاشم يوم عاشوراء, ولقد استمد الشهيد (علي الأكبر) أمجاده من جهة الأب سادة قريش وزعماء العرب، ومن جهة الأم من مفاخر العرب ثقيف.

حضور ليلى في كربلاء

هناك جملة من النصوص والقرائن تؤكد وجود ليلى (أم علي الأكبر) في كربلاء, وكلامنا هنا ليس من باب الادعاء حتى يلزمنا الإتيان بالبينة, بل هذا يلزم الطرف الآخر الذي يدعي عدم وجودها في كربلاء؛ لأن من المسلم والثابت أنّ الحسين علیه السلام وأهل بيته ونساءه (شاء الله أنّ يراهن سبايا) [628] وصحبه حلّوا في كربلاء وجرى ما جرى, فمن أنكر حضورها معهم يلزمه البينة؛ لأنه أصبح مدّعيّاً وحينئذٍ تلزمه البينة, ومع الأسف إنّ الذين أدعوا عدم وجودها وحضورها في كربلاء لم يبرهنوا لا من بعيد ولا من قريب, نعم صادروا بقولهم: لم يذكر المؤرخون ليلى في كربلاء, وربما تنزّل البعض وقال: ولم يذكر

[627] راجع: الاستيعاب, ابن عبد البر, ج3 ص1067.

[628] راجع: مختصر بصائر الدرجات, الحسن بن سليمان الحلي, ص132. وغيره كثير.