وسلم إن فعلت فإنهم قاتلوك فقال يا
رسول الله أنا أحب إليهم من أبصارهم وكان فيهم محبباً مطاعاً فخرج يدعو قومه إلى
الإسلام فاظهر دينه رجاء ألا يخالفوه لمنزلته فيهم فلما أشرف على قومه وقد دعاهم
إلى دينه رموه بالنبل من كل وجه فأصابه سهم فقتله [624].
وفي لفظ آخر: أنّه رضي الله تعالى عنه
قدم الطائف عشاءً فجاءته ثقيف يسلمون عليه فدعاهم إلى الإسلام نصح لهم فعصوه
وأسمعوه من الأذى ما لم يكن يغشاه منهم فخرجوا من عنده حتى إذا كان السحر وطلع
الفجر قام على غرفة في داره وتشهد فرماه رجل من ثقيف بسهم فقتله, فقيل له قبل أن
يموت ما ترى في دمك فقال كرامة أكرمني الله بها وشهادة ساقها الله إلي فليس فيّ
إلا ما في الشهداء الذين قتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أنّ يرتحل
عنكم فادفنوني معهم فدفنوه معهم [625].
وقد قال في حقه النبي’: إنّ مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه[626].
حيث دعى قومه إلى الله فقتلوه, فهنا ذكر النبي’ حسن عاقبته وخاتمة مطافه إلى الحق
تعالى.
كما قد شبَّهه’ بالمسيح ابن مريم علیه السلام في صورته حيث قال’: عرض عليّ الأنبياء* فإذا
موسى ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة ورأيت عيسى ابن مريم فإذا أقرب من رأيت به
شبهاً عروة بن مسعود ورأيت