في القرآن الكريم عن لسان إبراهيم علیه السلام {قَالَ يَا بُنَيَّ
إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا
أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}
[577],
وعلى ذلك فالرؤيا التي يترتب عليها حكمٌ شرعيٌّ أو أصل عقائديٌّ وتكون حجة مستقلة هي
للأنبياء خاصة؛ لأنه نوع من أنواع الوحي.
نعم ربما يكون إيحاء لبعض الأولياء ولو عن طريق المكاشفة أو مكالمة من عالم
ما وراء الطبيعة, كما ورد عن أم نبي الله موسى علیه السلام في قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا
إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي
الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ
مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [578],
حيث ورد في الروايات انّه كان رؤيا [579].
تطبيق
الرؤيا في المقام
ونقول من هذا وذاك إنّ أم المعصوم (س) لا تقل شأناً عن أم موسى (س) وغيرها, بأن
يحبوها الله عز وجل بالإيحاء والمكاشفة والبشارة, لأن تكون وعاءً وحجراً لحجة الله
على خلقه وغير ذلك, وعليه كانت رؤيا السيدة شهر بانويه (س) (أم السجاد علیه السلام ) أو رؤيا
السيدة نرجس (س) (أم الإمام المهدي علیه السلام ) رؤيا صادقة, بل تعتبر نوعاً من المكاشفة والمعاينة,
فقد خطبها رسول الله’ في عالم الرؤيا, ولقنتها الزهراء (س) الشهادتين حتى أسلمت,
وبشرتها بزواجها من الحسين علیه السلام ,