يضجون، وينتظرون خروج الجنازة ليصلوا عليها، وخرج أبو ذر، وقال: انصرفوا فإن ابنة رسول الله قد اُخِرَ إخراجها في العشية. وأقبل أبو بكر وعمر يعزيان علياً علیه السلام ، ويقولان له: يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله’, ولكن علياً غسلها وكفنها هو وأسماء في تلك الليلة ثم نادى: يا أم كلثوم، يا زينب، يا حسن، يا حسين، هلموا تزودوا من أمكم فهذا الفراق واللقاء في الجنة، وبعد قليل نحاهم أمير المؤمنين علیه السلام عنها. ثم صلى علي علیه السلام على الجنازة، وشيعها والحسن والحسين وعقيل وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة والعباس وابنة الفضل. فلما هدأت الأصوات ونامت العيون ومضى شطر من الليل أخرجها أمير المؤمنين علیه السلام ودفنها سراً وأهال عليها التراب، والمشيعون من حوله يترقبون لئلا يعرف القوم، فدفنوها وعفوا تراب قبرها [507].

وروى الحاكم في المستدرك عن عائشة أنّها قالت: دفنت فاطمة بنت رسول الله’ ليلاً ودفنها علي ولم يشعر بها أبو بكر رضي الله عنه حتى دفنت وصلى عليها علي بن أبي طالب رضي الله عنه [508].

ولها (س) وصية في ذلك جاء فيها: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به فاطمة بنت رسول الله’: أوصت وهي تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، يا علي: أنا فاطمة بنت محمد’، زوجني الله منك لأكون لك في الدنيا

[507] الأنوار البهية, الشيخ عباس القمي, ص62.

[508] المستدرك, الحاكم النيسابوري, ج3 ص162.