إن للسيدة الزهراء (س) أسماء نزلت من السماء، وتحت كل اسم أسرار كما نطقت بها
الأخبار، ولكل منها جهة تسمية بل جهات سميت بها بذلك الاعتبار، ونحن نذكر قسماً
منها, مع جملة من الأخبار الواردة فيها، ومرادنا من الأسماء هنا أعم من الاسم
واللقب والكنية على نحو ما ورد في الأخبار المروية.
سبب تسميتها بفاطمة
قد ورد في سبب تسميتها بذلك أخبار كثيرة من طرق الخاصة والعامة،
في أنها سميت بذلك؛ لأن الله تعالى قد فطم من أحبها من النار, وغيرها من الأسرار
الكامنة تحت هذا الاسم المبارك.
كما عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: لما ولدت فاطمة بنت رسول الله’ سماها
المنصورة، فنزل جبرائيل، فقال: يا محمد، الله يقرئك السلام، ويقرئ مولودك السلام،
وهو يقول: ما ولد مولود أحب إلي منها، وأنها قد لقبها باسم خير مما سميتها، سماها
فاطمة، لأنها تفطم شيعتها من النار [455].
وعن أبي الحسن الرضا علیه السلام انّه
قال: سميت فاطمة, فاطمة؛ لأن الله تبارك وتعالى علم ما كان قبل كونه، فعلم أن رسول
الله’ يتزوج في الأحياء، وأنهم يطمعون في
وراثة هذا الأمر من قبله، فلما ولدت فاطمة سماها الله تعالى فاطمة لما أخرج منها
من ولدها، فجعل الوراثة في أولادها، فقطع غير أولادها عما طمعوا،
[454]
أنظر: الإتقان في علوم القرآن, السيوطي, ج1 ص146.