بعد ما ثبتت أذية وغضب فاطمة (س) في الكتب المعتبرة والصحيحة عند القوم, بما
فيها صحيح البخاري, حيث قال: عندما جاءت فاطمة تطالب بإرثها قال لها أبو بكر إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة, فغضبت فاطمة بنت رسول
الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت [440]. ولا ريب أنّ هذا يلزم منه
غضب وأذية الرسول’ ومن ثم أذية الله وغضبه؛ لأنّه ثبت أيضا في الصحاح وغيرها, من
آذى فاطمة فقد آذى النبي’, ومن أغضبها فقد أغضب النبي’ كما جاء عنه في هذا المجال
كثير من الروايات من جملتها: فاطمة بضعة منّي من أغضبها فقد أغضبني, (وفي صحيح
مسلم يؤذيني ما آذاها) [441], وأذية النبي’ وغضبه يلزم
منها أذية الله وانتقامه بصريح الآية في قوله تعالى: {إِنَّ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا} [442]. فمن هذا وغيره لم يجدوا
مفراً ومهرباً إلا افتعال وسيلة للهجوم كي يلتجئوا خلفها ويتحصنوا بها, حيث قالوا
إنّ علي بن أبي طالب علیه السلام خطب بنت أبي جهل في حياة فاطمة (س) وحينما وصل الخبر لفاطمة
غضبت وتأذت, وهذا يعني أنّ علياً قد أغضب وآذى فاطمة, ومن ثم يشمله الحديث في أنّه
قد آذى فاطمة, وكأن علياً أصبح حكراً للشيعة حتى