مكانتها عند الله ورسوله

حظيت فاطمة بنت أسد (أُم الأمام أمير المؤمنين علیه السلام ) بمكانة عالية عند الله وعند رسوله تمتاز بها عن غيرها من النساء, فيكفيها فخراً أنها كانت أُمّاً لخاتم النبيين وأُمّاً لسيد الوصيين, وعليه قد صحبتها كرامات ومعاجز يعجز عن تفسيرها الذهن البشري, والتي من جملتها انشقاق جدار البيت العتيق ودخولها فيه, وغيرها, لذلك ظللها النبي’ بما يتناسب وشأنها ومكانتها المعنوية التي تتمتع بها, فقد ورد عن أبي عبد الله علیه السلام قال: إن فاطمة بنت أسد أمّ أمير المؤمنين كانت أوّل امرأة هاجرت إلى رسول الله’ من مكة إلى المدينة على قدميها وكانت من أبر الناس برسول الله’، فسمعت رسول الله وهو يقول: إنّ الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا فقالت: وآسوأتاه، فقال لها رسول الله’: فإني أسأل الله أن يبعثك كآسية. وسمعته يذكر ضغطة القبر، فقالت: وآضعفاه، فقال لها رسول الله ’: فإني أسأل الله أن يكفيك ذلك، وقالت لرسول الله’ يوماً: إني أريد أن أعتق جاريتي هذه، فقال لها: إن فعلت أعتق الله بكل عضو منها عضواً منك من النار، فلما مرضت أوصت إلى رسول الله’ وأمرت أن يعتق خادمها، واعتقل لسانها فجعلت تومي إلى رسول الله’ إيماء، فقبل رسول الله’ وصيتها [198].

ويكفيها ما نزل فيها من المدح في القرآن الكريم في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ

[198] الكافي, الشيخ الكليني, ج1 ص453.