الكعبة الشريفة لا غير في مخاضها بسيد الوصيين أمير المؤمنين حيث قالت: رب إني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي
إبراهيم الخليل علیه السلام ، وإنّه بنى البيت العتيق...
وهكذا إلى آخر حياتها, لاسيما بعد البعثة المباركة, وظهور ما كان راسخاً في
أذهانهم ومتشرباً في عقائدهم, فقد كشفت لنا جملة من النصوص مدى ذوبانها بالإسلام,
فعن عبد الله ابن يسار، عن جعفر بن محمد علیه السلام قال: كانت فاطمة بنت أسد أُم علي بن أبي
طالب حادية عشرة، يعني في السابقة إلى الإسلام، وكانت بدرية [194].
وعن أبي عبد الله علیه السلام قال: إن فاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين كانت أول امرأة هاجرت
إلى رسول الله’ من مكة إلى المدينة على قدميها وكانت من أبر الناس برسول الله[195].
وعن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن
إبراهيم، عن الحسن البصري عن الزبير بن العوام قال: سمعت النبي’ يدعو النساء إلى
البيعة حين أنزلت هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا
جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}[196].
وكانت فاطمة بنت أسد أوّل امرأة بايعت رسول الله’. وكانت صالحة وكان رسول الله’
يزورها ويقيل في بيتها[197].
ولما توفت نزع رسول الله قميصه فألبسها إياه, كما سيأتي بيانه إن شاء الله.