نام کتاب : ثورة أم و ثورة شعاع نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 14
الثورة وتجد قوامها، وتبقى صوتاً
حيّاً فاعلًا على مدى التاريخ. وقد بقي النبي إبراهيم عليه السلام الفرد فيحدوده
المادية، الأُمة روحاً إيمانية منطلقة، وبصيرة عميقة واسعة، ورؤية نافذة فسيحة،
وارادة صلبة خيرة، وعزماً ثابتاً ماضياً، وحكمة عالية راسخة، وقلباً كبيراً
زاكياً، وكلمة رسالية واعية، وتوجهاً عباديّاً مخلصاً، وصوتاً جهادياً ثائراً،
وموقفاً مبدئياً مناضلًا؛ بقي يخرّج أجيالًا، ويهدي أفواجاً، ويبني عقولًا ونفوساً
وضمائر، ويثير عزائم، ويوقظ ارادات، ويشعل ثورات، ويحطّم عروشا من ضلال؛ بقي صوتاً
مدوّياً يشارك كفاحات الأنبياء والأولياء قبل وبعد في صناعة التاريخ وبناء الإنسان
وتصحيح المسيرة.
الركنان في الثورة؛ القضيَّة
الكبيرة في رجل، والرجل الكبير في القضية، قد تنضم إليهما نخبة وأمّة من صنع
القضية واشعاع الرجل وغيره من رجال القضية ومدرستها؛ وبهذا يكون التفجير أكبر،
والنتائج أسرع وأكثر.
تفاوت الثورات
لا تستوي الثورات عمقاً وسعة، ولا
عظمة وسمواً، ولا بقاءً وخلوداً، ولا إشعاعاً وعطاءً؛ وهي إذ تتفاوت في
نام کتاب : ثورة أم و ثورة شعاع نویسنده : قاسم، عيسى احمد جلد : 1 صفحه : 14