responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الزواج و الأسرة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 15

وكيف تستقذر من إنسان أمراً لا اختيار له في إيجاده، ولا يجوز شرعاً أن يُنهِيَه من وجوده؟!

نعم المسؤولية هي أن لا نقتحم الأجواء، وأن لا نأتي بالأمور التي تؤجج فينا الدافع بما يفقدنا الصبر عن ارتكاب المحرم، ويقلل من حصانتنا، وأن نصبر عند الضرورة لأن الأمر وإن ثقُل لا يصل إلى حدِّ القهر [1].

ما هو الزواج الحقيقي؟

* الزواج ليس لإطفاء ظمأ جسد بآخر لا غير، وإنما الزواج للقاء روح بروح، وعقل بعقل، وقلب بقلب، ونفس كريمة بنفس أخرى مثلها، وهو لقاء على هدف ورؤية وطريق سالك إلى ذلك الهدف، وفي ضوء تلك الرؤية.

* والزواج فيه طلب فطري للامتداد في هذه الحياة مع مغادرتها، وتثقيل للأرض، وتزكية لها بكلمة لا إله إلا الله ينطق بها لسان صادق من قلب مؤمن، وروح مهتدية، وتتحرك على ضوئها حياة الإنسان ذكر وأنثى، يمدّ الزواج بهما الحياة في صورة عنصر جديد من صنع كريم لتمتد الحياة به وتثرى، وتتنامى عطاءاتها الكريمة، وإبداعاتها القويمة المتجددة.

* الزواج إيجاد خلية اجتماعية حيوية صالحة مضافة لترفد حياة المجتمع بالجديد النافع، والإسهام الخيّر، والحركة الإيجابية المشاركة. وهو طلب للسكينة والإطمئنان الذي يوفره جوّ المودّة والرحمة، ويؤكّده لقاء العقل بالعقل، والروح بالروح، والقلب بالقلب، ويزداد كلّما ازداد التلاقي في هذه الأبعاد، وقلّت بين الزوجين المفارقات.

* والعلقة الزوجية من أمتن وآكد ما يكون بين الناس من علقة بعد علقة الرحم القريب، والعشرة الزوجية من أشدّ ما يكون من عشرة في حياة الناس بين اثنين أو هي الأشدّ، ووقت هذه العشرة في اليوم والليلة في العادة هو


[1] خطبة الجمعة (99) 19 ذي الحجة 1423 ه-- 21 فبراير 2003 م.

نام کتاب : الزواج و الأسرة نویسنده : قاسم، عيسى احمد    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست